تركمان جولاب -البليخ (تركمان الرقة )
من هم الأوغوز التركمان الأصل والتسمية
التركمان قومية كبيرة من أقدم المجتمعات المستمرة، وقد انتشروا في قارة أفريقيا وأوروبا وآسيا طوال ما يقرب من أربعة آلاف سنة. وقد سهلت حركات الهجرة المستمرة التي قاموا بها من الوطن الأم في وسط آسيا وجود الأتراك في العديد من الأماكن في العالم، وحكمها للقوميات، وجعلها صاحبة كلمة، ونقل الثقافة التركية إلى تلك المناطق. وقد هاجر الأتراك (التركمان) إلى مناطق مختلفة جداً في العالم طوال التاريخ، ويظهر تباين في تواريخ هجرة الأتراك إلى الأراضي التي هاجروا إليها واستقروا فيها. ونلاحظ احتواء نفس المنطقة على تواريخ مختلفة لوقوع هجرات لأسباب مختلفة. كما نلاحظ أيضاً أنه وفقاً للمنطقة المهاجر إليها أن بعضهم فقد هويته خلال الزمن، وأن بعضهم فقد لغته الأم لكنه مدركٌ لهويته، ونلاحظ أن بعضهم مدركٌ لهويته ومحافظٌ على لغته.
تعود الأصول العرقية “للتركمان”، كما ورد ذكرهم في أرشيف الدولة العثمانية، هم أقوام آسيوية جاءوا من أواسط آسيا، وهم أولاد عم المغول، انحدروا من قبائل “الأوغوز”، إحدى أكبر القبائل التركية الـ 24، بحسب ملحمة “أوغوز كاغان”، أحد أهم المراجع عن التاريخ التركي، أو الـ 22 قبيلة بحسب معجم المؤرخ التركي الكبير “كاشغارلي محمود” ولكن وإن اختلفت الأرقام، تبقى قبيلة “الأوغوزهان”،أكبر وأهم قبيلة،انحدرت منها أهم الدول والإمبراطوريات التركية التي عرفها التاريخ،ونقصد هنا كل من:السلاجقة،والزنكيين،والعثمانيين، فهم والتركمان في يومنا هذا،من ذات القبيلة وكي لا يخطئ القارئ الفهم، فعندما نذكر التركمان، لا نتحدث عن عائلة أو فخذ واحد، فهم لا ينحدرون جميعًا من ذات الفخذ، ومثال على ذلك السلاجقة والعثمانيون،فهم أولاد عم وقبيلة “الأوغوز”،قبيلة كبيرة تضم أفخاذًا كثيرة، والتركمان هاجروا من أفخاذ مختلفة،عبر دفعات،واستقروا تدريجيًا في منطقة آسيا الصغرى، ان التركمان السوريون ينتمون من حيث السلالة الى جدهم اوغوزخان نفس المجموعة التي فيها الاتراك ويرجع اصلهم الى اسيا الوسطى والتي كانت تعرف سابقا بتركستان(اليوم جزء منها تخضع لسيطرة الصين والجزء الاخر تتشكل منه الجمهوريات تركمانستان وقرغيزستان واوزبكستان وكازاخستان وأذربيجان).

حيث كانت لهم للتركمان امبراطورية تمتد من منغوليا الى شمالى ايران، وفي عام 705م وصلت جيوش الفتح الاسلامي الى تلك البلاد حيث استطاع القائد الاسلامي “قتيبة بن مسلم” الوصول الى ما وراء نهر جيحون “اموداريا” في فتوحاته ونشر الدعوة الاسلامية بين القبائل التركية فقبلوها في القسم الغربي من امبراطوريتهم واعتنقوا الاسلام، ومنذ ذلك الحين اخذوا يفدون بكثرة الى الشرق الاسلامي حيث لم تنقطع سلسلة هجراتهم واصل تسمية هذا الصنف من الاتراك بالتركمان .
يرجع الى انه كل من اسلم من اتراك القسم الغربي في الامبراطورية كان يقالى له صار “ترجماناً” لكونه اصبح يجيد لغة المسلمين “العربية” ويقوم بالترجمة بين المسلمين الفاتحين وبين بقية الاتراك، حتى صار ذلك علما لهم اي لمن اسلم منهم ثم قيل بالتحريف والتخفيف “تركمان”، ومن هنا تطبعت عاداتهم وتقاليدهم بالعادات والتقاليد الاسلامية عن بقية الاتراك الذين ظلوا محتفظين ببعض دياناتهم الوثنية وعاداتهم الى فترات متاخرة حيث اسلموا بعد ذلك.
وهناك سبب اخر للتسمية لا يبتعد كثيراً عن سبب التسمية الاول وهي ان كلمة التركمان مركبة من كلمتن هما “ترك” و”يمان” اي الاتراك الذين اسلموا وامنوا تمييزا لهم عن الاتراك الوثنيين الذين بقوا على وثنيتهم، ومن ثم قيل بالدمج فاصبح تركمان.
التركمـان يتميزون برؤوسهم الطويلة وأجسادهم النحيلة، وتكون نسائهم جميلات الخلقـة، وهـم نظيفوا المسكن وخيامهم من اللباد الأبيض، ويتميزون باللهجة (اليوروك) التي تحتوي على كثير من الكلمات العربية ويطلق عليهم (ديكلري) أي ذوو شأن.
تاريخ وفود التركمان الاوائل الى الجزيرة الفراتية وضفاف نهر البليخ ومن الى حلب.
يشكل التركمان جزءاً مهماً من نسيج المجتمع السوري ويعيشون في مناطق مختلفة من البلاد وخاصة على الشريط الحدودي مع تركيا.ويمتاز النسيج الاجتماعي السوري في كل المناطق السورية بالتنوع في المكونات والأعراق والقوميات، وتعتبر سوريا مثالاً للعيش والثقافة والمصير المشترك، ويشكل المكون التركماني أحد المكونات الأساسية السورية مع العرب والكرد والشركس.
عند البحث في الهجرات التركمانية التي وقعت إلى سوريا خلال التاريخ، نلاحظ أنه وقعت هجرات مختلفة جداً في أوقات مختلفة لأسباب مختلفة. وعند النظر إلى وضع تركمان سوريا اليوم يظهر تباين بين تركمان سوريا من ناحية الوعي وحماية الهوية واللغات. فالتركمان الذين استوطنوا سوريا هم أحفاد أتراك الأغوز والقبجاق، وقد استوطنوا المنطقة لأسباب مختلفة في أوقات مختلفة. ويشير أغلب المؤرخين إلى أن التركمان الذين أتوا إلى آسيا الصغرى مع السلاجقة هم من سلالة الأغوز. وقد يكون التركمان اسماً استعاره الساسانيون للأغوز الذين قبلوا الإسلام.
فـي عـام (1267م) جلب الملك التركماني الظاهر بيبرس، التركمان ووزعهم على شاطئ بلاد الشام، وفي الباديـة شـرقي حلب حول تدمر والمدن الساحلية وجنوب الرقة وحول تدمر لصد هجمات الصليبيين المحتملة، ومنحهم بعض ألا قطاعات، وأوكل إليهم حراسة الطرق واستوطنوا البادية، وصاروا عنصر تخريب وإفساد بدل أن يكونوا عنصر استقرار وأمان.
أسس التركمان إمارتين هما إمارة الخروف الأبيض (آق قيونلو) في ديار بكر (ق 15)م وإمارة الخروف الأسـود (قرة قيونلو) ومنهم آل رمضان اوغلولري في أدنه على الجولاب، وآل ذو القدر في مرعش.أن أول استقرار للتركمان في سوريا كان أغلبه في مدن حلب واللاذقية والرقة وفي المنطقة الشمالية منهما. بالإضافة إلى وجود سكان أتراك بأعداد كبيرة في مناطق الشام وحمص وحماة وطرطوس والرقة وادلب، وفي السويداء في جنوب سوريا، وفي القنيطرة وفي منطقة نوى ودرعا.
ونلاحظ أيضاً أن التركمان هاجروا نحو الشرق الأوسط وأوروبا من وسط آسيا في القرنين التاسع والعاشر. وقد هاجر الأغوز في تلك الأثناء باتجاه الجنوب من أحد الأماكن الموجودين فيها، وأتوا إلى الشرق الأوسط وأصبحوا متاخمين لحدود الدول الإسلامية هناك، وهكذا بدأ الأغوز في الدخول إلى الإسلام.
هجرات التركمان كانت على شكل دفعات من وسط آسيا "أوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان"وسميت هذه الجماعات بـ "اليوروك اي التركمان العابرين الرحل"،واستقروا في منطقة آسيا الصغرى "الأناضول"،والشرق الأوسط وأسسوا عدة دول منها الدولة الخوارزمية والقراخانات،والسلاجقة.
من أحدى أسباب هجرة التركمان من أسيا الوسطى الى منطقة حلب كانت حين نشوء صراع بين أمراء بني مرداس القيسيين على الحكم في حلب في القرن الحادي عشر الميلادي ، استنجد بعضهم بالسلاجقة الروم الترك في الأناضول ، فكان ذلك التدخل بداية وصول التركمان للداخل السوري رسميا ، فأخذوا حلب من المرداسيين وانتزعوا دمشق من الفاطميين ، ثم استغل الصليبيون ضعف السلاجقة فيما بعد فنزلوا انطاكيا وسواحل فلسطين واحتلوا القدس .حيث استوطن قسم من التركمان في منطقة مرج دابق شمال شرق حلب يمارسون عاداتهم في الرعي وصناعة السجاد والغزو وقاموا بعدة عصيانات على الدولة العثمانية فصدر فرمان عثماني (1696) بإسكانهم على وادي البليخ من حرّان حنوب الرها حتى مصبّه في نهر الفرات شرق الرقة.لم يتوقف التركمان عن العصيان فكانت الدولة العثمانية تهيئ لهم حملات تأديبية والاسكان القسري في مناطق الصحراء والبادية لتخلص من عصيانهم.
أما قدوم التركمان الى الجزيرة الفراتية وعلى ضفاف نهر البليخ فكانت جزءا من دولة بني عُقيل القيسية منذ 990 م ، والذين تربطهم بالسلاجقة العظام علاقة تحالف ومصاهرة ، إذ تزوج أمير الدولة العقيلية مسلم بن قريش بن المقلد العُقيلي من الأميرة صفيّة خاتون بنت السلطان ألب أرسلان ( بطل معركة ملاذكرد التاريخية ) وهي أخت زوجة الخليفة العباسي المقتدي الأميرة سِفْري خاتون . ولكن العقيليين قطعوا تحالفهم مع السلاجقة وهاجموا دمشق وضربوا عليها حصارا دام شهرا ، بهدف ضمها لبناء دولة عربية كبرى سندا للخلافة وسط صراع بين قوى فارسية ورومية وتركية وفاطمية على الخلافة العباسية المتهاوية .
وعند أنطاكيا تقاتل العقيليون والسلاجقة الأتراك"الروم" فقُتل أمير العقيليين وبدأت دولتهم تنهار ، فدخل السلاجقة العظام عاصمتهم الموصل من الشرق ثم الرها فحلب ، وبذلك انتهى الدور القيادي العربي في المنطقة ، وظهر الوجود التركي رسميا لأول مرة في تاريخ الجزيرة الفراتية السورية .
تعاقب على حكم بلاد الشام والجزيرة الفراتية اكثر من اسرة تركية - بعد الدولة الطولونية في دمشق - بدءاً بالسلاجقة العظام ثم انقسمت إلى سلاجقة محليين ، ثم ورث الزنكيون الحكم من السلاجقة ، وحكمت الاسرة الأيوبية فالمماليك واخيرا العثمانيون .
في فترة الأتراك العثمانيون ثم توالت هجرات القبائل التركمانية الى بلاد الشام و الاناضول بعد زحف المغول التتر باتجاه الغرب ، وأشهرها قبيلة الكايي الأوغوزية والتي منها عثمان بن أرطغرل جد ومؤسس الدولة العثمانية التي قامت على أنقاض دولة السلاجقة .
وبعد أن دخل العثمانيون بلاد الشام قاموا ببعض الاجراءات ، وكان اهمها إسكان قبائل تركمانية من غرب الأناضول كمنفى لهم وعقاب في شمال سوريا عموما وفي حران وسهل البليخ خاصة ،للحد من حياة البداوة والترحال التي كانت سببا للشغب والغزو وتردي الاوضاع الأمنية والاقتصادية،وتطويعا للعشائر وانخراطها في العمل الحكومي والعسكري لصالح الدولة،وذلك منذ عام 1691م،فقامت الدولة العثمانية ودفعا لاستقرار تلك القبائل وإجبارها على الاستيطان ببعض الاجراءات من زراعة الأراضي ومنع ترحال العشائر مع قطعانها في مواسم الرعي باستثناء الرعاة .
إلا أن تلك القبائل عادت إلى الأناضول،وبعضها الآخر أجبرتها القبائل العربية فرحلت كما حصل بين جيس والتركمان بدايات أعوام 1700،ومن تلك القبائل كانت بين حران و سلوك وعين العروس حتى حدود عين عيسى ؛ البكمشلية والقره شخلي والجيمكانلي والبوز قوينولو والديملكلو وبيدلي ،وبقيت قسم الاخر من أحفاد هذه القبائل في الرقة وحول أطراف نهر البليخ وقسم الأخر استقروا في حلب وريفها الى يومنا هذا.
وعند قدوم العثمانيين لسورية عام 1516م،أصدر السلطان سليمان القانوني قانون تشكيل الولايات العثمانية سنة(974 هـ/1566م).وأصبحت الرقـة(إيالـة)تضـم عـدة سناجق (أورفـة (الرهـا) وديـر الرحبـة والخابور وعانـة وسـروج وبراجيك) ولكن تلك التنظيمات واجهت مشكلة البـدو الرحل،وعلى أثر هجرة قبائل (عنزة وشمر) إلى سورية، صاروا يغيرون على الفلاحين المسالمين، فقوت الدولة شيوخ العرب (البوريشة) وأعطتهم إقطاعات إمارة على ضفاف الأنهار وحول الينابيع في البادية وألزمتهم بالمحافظة على الأمـن وحـث الفلاحين على الزراعة، وأصدر والي حلب أمـرأ في سنة (983هـ/ 1572م) جاء فيه «إذا بور الشيوخ بعض الأرض فعليهم دفع خراجـها» وهـذا مـا دفعهم للاستمرار في الزراعة.
يقول الشيخ كامل الغزي «إن قضاء الرقة بقـي مـعـمـوراً مـدة طويلة وإن الدولة كانت تعين عليه واليا يقيم في ب بلدة أورفة»وفي عام 1638 اشترك عرب الفضل أبناء عيسى بن مهنا بحملـة السلطان مراد الرابع (1623-1640) على العراق واستردوا بغـداد مـن الحـكـم الفارسي،فأطلق عليهم الخلع السنية والأموال وأعطى أميرهم فياض بن حيار ريشة (تـوق)عبارة عن ذنب سمور على رأس رمح يحمله في الحرب، وعرف آل الفضل وهي .
منذ ذلك الوقت بلقب البو ريشة وسمو بملوك البر (King of Des ert ) وأطلق لهم السلطان العثماني حرية التصرف فـي ديـره سـقـي الفـرات، وصارت مدينة عانـة قاعدة حكمهم، وامتدت ديرتهم من هيت إلى الرقـة وأطراف العشائر السورية،وكانت الطيبة مسكن لهم»وخلع السلطان مراد على سبعة عشر شيخاً مـن زبيد، وأعفى الجاموس مـن الضريبة، لأن سكان السبخة (الدلحـة) الجماسـة أكرمـوه دون معرفـة به.
الرحالة والمستشرقون الذين مروا ب"الرقة"بين /1335ـ 1936/م الذين أكدو وجود التركمان في الرقة وعلى ضفاف نهر البليخ:
المستشرق الإنكليزي "هاملتون" زار البادية السورية، ومنطقة "الرقة" في القرن السابع عشر الميلادي، وقد تحدث عن القبائل التركمانية القاطنة في "الرقة" على الفرات، كمركز لتجمعهم، ويقول: إن بعض هذه القبائل هاجرت شمالاً، وانضموا إلى القبائل التركمانية في بلاد الأناضول، ويرجع سبب هجرتهم إلى كثرة تعديات قبيلتي "شمر" و"عنزة" عليهم، وفي تلك الفترة أصدر السلطان التركي "أحمد الثاني" فرمان في عام /1698/ خاطب فيه قاضي "حلب"، قائلاً: ليكن معلوماً لدى فضيلة قاضي "حلب" أن بعض القبائل العربية المتجولة حول نهر البليخ و"تل أبيض" و"الرقة" قد بدأت تنشر الذعر ، لذا نطلب إليكم حماية رعايانا المساكين من هذه القبائل العربية، وتأمين الميرة إلى القبائل المستقرة، والضرب بيد من حديد على أيدي المعتدين لمنع تكرار ما يحدث ..
ويذكـر المستشـرق الإنكليزي هاملتون بأن« الإمبراطورية العثمانيـة فـي العهود الأولـى كانت تعيـن ضباطاً إقطاعيين بالضرورة» وصار اسم أمير البوريشة مخيفاً للباشوات في ديار بكر والرقة وحلب، وكانت المكوس التي يجمعونها للخزانة يذهب معظمـها للأمير منذ عام1638.
ويتابع المؤرخ الإنكليزي هاملتون بقوله «حينما حاولت الحكومة العثمانية في القرن (17)م الحـد من اعتداءات قبائل التركمان الرعوية (اليوروكات) اختارت الرقة مركزا لتجمعهم بعد أن أخذ عليهم ضمانات ماليـة لضمـان ملوكهم، ولـكـن ظـلـت هـذه القبائل مسترسلة في حياتها الرعوية الخاصة، وكان صراعهم مع العرب على أراضـي الحمى التي ينزلون فيها أيام نجعتهم، وأحيانا يغيرون على الفلاحين (الشوايا)المجاورين لهم، حين تبلغ السلطات من الضعف، بحيث لا يمكنها ردعهم».
وتعـهـد لـهم السلطان بدفـع سـتة آلاف دوقـة سـنوياً ويعترف بحكمـهم الوراثي» كان التركمان يتجولـون مـع أغنامهم لـذا يسمون (يوروكـات)وكانوا خطراً على مدينتي الرها والرقة، قال: الرحالة الفرنسي تافرييه عندما زار مدينة أورفا (الرهـا) في الحادي عشـر مـن آذار سنة 1638«وجدتها ذات بيـوت صغيرة الحجم حقيرة البناء مهدمة، وفي المدينة ساحات عديدة متباعدة، تجعلها تظهر بمظهر البادية أكثر منها مدينة، وذلك بسبب مهاجمة التركمان لها» ولم يكن حظ الرقة افضل من الرها، فعندما زارها الرحالة التركي أولياشلبي عام1060هـ/ 1650م لمدينة "الرقة" ومناطقها، وقد أشار في كتابه "سياحة ناما"، أنّ "الرقة" كان فيها سكان ثابتون، وربما قصد بذلك عشائر "البوشعبان" الذين هاجروا إلى منطقة "الرقة" سنة /1600/م، ويذكر أيضاً أنّ "التركمان" قد دمروا المدينة، وعلى أثر ذلك أصبحت أيالة "الرقة" تابعة لـ"أورفة"، وكانت تضم عدة سناجق مثل "دير الرحبة"، و"الخابور"، و"عانة"، و"سروج"، و"براجيك".
وفي هذه الفترة كانت "الرقة" مكاناً للقاء الشتوي للعرب والتركمان، بينما هي في فصلي الربيع والصيف، خالية من السكان كون السكان كانوا خارج المدينة بحثاً عن مساقط الماء وأماكن الكلأ لحيواناتهم ، كما زارها الرحالة التركي "كاتب جلبي" في عام /1658/ وتلاه رحالة أوربي آخر، هو السير أنطوان شيرلي، وقد مروا بـ"الرقة" وبعض المدن السورية الأخرى، وتحدثوا عن حكام المنطقة في تلك الفترة، وقد أورد الرحالة التركي "الجلبي" فصلاً في كتابه "جيهان نامة" تحدث فيه قائلاً: مازال آلا عثمان يقطنون بادية "الرقة" و"السلمية"، وهم من الأمراء العرب، ومن عرب آل "حيار"، وقد حكموا "حلب" و"الرقة"، وكذلك عائلتي "حمد" و"آل محمد البوريشة"، ومنهم شاعر العصر الحديث"عمر أبو ريشة".
بتاريخ (20/11/1877)م، غادرت الليدي "آن بلنت" التي كانت تتقن اللغة العربية من أكثر الرحالة الأجانب صدقاً وفي وصفها لبلاد وحياة العرب و وزوجها "ولفرد" إنكلترا متجهين إلى أسبانيا، ثم المغرب، ثم مصر، ثم سورية، واختيارت وادي الفرات مسرحاً لبعثتها ولحملتها العلمية، قامت بالإطلاع في مقر الجمعية الملكية الجغرافية في بريطانيا، على خرائط المسح الجغرافي الذي أجراه الكولونيل "شيزني" في وادي الفرات عام *1841 م،،وما أن وصلت الفرات حتى أن منظره قد أثلج صدرها، فقالت: (.. فكانت الفرحة عارمة بوصولنا إليه). (الليدي آن بلنت"، قبائل بدو الفرات، ص 75). والمثير في كتابها هذا وصفها للمدينة بأنها كانت خالية من السكان، باستثناء بعض خيام البدو العرب والتركمان، وأن داخل الأسوار القديمة الأثرية كانت مليئة بالآكام والردميات.. وتذكر السيدة "بلنت" أنها شاهدت مخفر الحراسة التركي الذي كان يطلق عليه "القره قول" الذي يعني الحراسة الليلية..تحدثت عن العشائر والقبائل التركمانية والعربية التي كانت تقطن "الرقة"، مثل عشائر "الولدة" و"السبخة" و"الجماسة"، و"العفادلة" صيادو الأسود، وتحدثت عن مساكن الريف، فقالت إنّ أكثر بيوت الريف حضارية ومشيدة من مادة اللبن، وقد شاهدتها في ضواحي مدينة "الرقة".
في عام /1879/ م قام الرحالة الألماني "أدوار سن زخاو" بزيارة "الرقة" قادماً من "أورفة"، وكتب أنه وجد في مدينة "الرقة" حوالي مائة منزل من العرب من، ومعهم أربعين عائلة حلبية قدمت من "حلب" بقصد التجارة، وبعض العائلات التركمانية وكذلك الشاشانية. وكانت الرحلة التالية إلى "الرقة" عام /1906/ م قام بها علماء آثار إنكليز مثل "سار" وغيره.
إذا هذه أول إشارة عن هجرة السكان من الرقة نتيجة مهاجمة التركمان الرحل لها، من أين جاءت القبائل بي ديلي التركمانية إلى هذه المنطقة؟
معظم عشائر التركمان نقلت من اماكن ومواقع سورية أخرى أي أن العشائر التركمانية سورية قديمة أقدم من دخول العثمانيين إلى سورية بمئات السنين منذ بدايات القرن الثالث عشر ولم تات مع العثمانيين في القرن السادس عشر ولم يات بها العثمانيون من الاناضول كما يظن البعض خطا هناك بعض العشائر التركمانية التي اتى بها العثمانيون لكن اغلب هذا البعض هرب ايام الحكم العثماني وعاد إلى حيث اتى فتركمان حلب وتركمان يني ال كانوا يخرجون للرعي صيفا في اراضي ارابكير جانيك ديفريكي بوزاوق جوروم أماسيا سيواس بينما كانوا يقضون الشتاء متنقلين في انحاء بلاد الشام وتركمان بوز اولوس الشعب الاغبر كانوا يمضون الصيف في ديار بكر وارضروم عند منابع الفرات وينزلون لقضاء الشتاء في البادية الممتدة من جنوب ماردين وحتى ديرالزور وتركمان سللورية كانوا يقضون الصيف في جبال لبنان وينزلون لقضاء الشتاء في واحة تدمر وهذا كله قبل العثمانيين.
ومع المتغيرات الاقتصادية والسياسية في القرن السابع عشر، أجبرت الدولة العثمانية القبائل التركمانية على الاستقرار في أماكن معينة بعيدًا عن حياة الهجرة، ومنهم قبائل ايلبيلية التركمانية وكذلك قبائل بيديلي التركمانية وفي أواخر القرن الثامن عشر استقر نصف التركمان في كل من حماة، والرقة، وحمص، وغازي عنتاب، إلا أن المناخ والبيئة في منطقة الرقة (صحراوي)، لم تناسب التركمان، فحاولوا الهجرة إلى مساكنهم القديمة، ولكن أعيدوا إلى هناك مجددًا .
أصدر السلطان العثماني أحمد الثاني عام (1691-1695م) فرمانـا فـي ربيع الأول(1101هـ-1691م) يـأمـر فيـه أمـيـر مـرعـش والرقـة وفضيلـة قـاضـي حـلـب للتصدي للتركمان بقبائلهم الثلاث (البكشملي والعربلي والقره شيخلي وغيرهم من القبائل التركمانية الاخرى) لما اعتادوه مـن نـهب القوافـل الآتيـة مـن بغـداد بمناسبة مواسم الحـج والمواسم التجارية،وتعرض أصحاب القوافل لاختلاس أموالهم أثناء السفر، وبضائعهم عند مرورها بالمدن لذا أرسلنا أمرنا العالي ضد هؤلاء الأشقياء ومحاربتهم وعقابهم حسبما ورد بالشرع الشريف.
أمرت الدولة العشائر الثلاثة بالاستقرار على ضفاف البليخ وأعطتهم أفضل الأراضي وزودتهم بالبذار وأعفتـهم مـن الضرائب ليستقروا ويكفـوا عـن الأذى،وعندما استقروا قـام أمير الموالي ومعـه عشـائـر مـن البـو شعبان بغزوهـم، وغـزوا قبيلة (غزية ؟؟) التركمانية ونهبوا ألفين جملا لهم من بادية الرقة»وأصـدر البابا العالي أمرا إلى والي الرقة حسن باشا في حزيران عام (1112هـ-1700 م)بالخروج على عرب الموالي والقبض على الأمير حسن العباس لكسر شوكته وصده عن الخراب والفساد ولكن جاء في كتاب المرتاد وفي أخبار حلب وبغداد أن أحد زعماء قبائل التركمان في تلك المنطقة سافر ومعه عسكر عظيم كي يصير من إسكان الرقة ولكنه لم يمكث طويلا وجاءوا إلى والي الرقة عثمان باشا وقدموا له ثلاثين ألف قرش رشوة ما عدا الغنم والبقر والماعز وعادوا إلى منطقة حلب.
التركمان عددهم وأماكن انتشارهم في الرقة ومنطقة البليخ
تعرضت ثقافة التركمان كما باقي الاثنيات العرقية الاخرى في سوريا لسياسة التعريب في ظل غياب الإحصاءات الدقيقة الرسمية بعددهم في سوريا إلا أن الكاتب الهولندي نيكولاس فان دام أشار في أحد أهم كتبه التي ناقشت الطوائف في سوريا"الصراع لأجل السلطة في سوريا"،إلى أن نسبة التركمان في مناطق سوريا تصل إلى 3 % من التعداد الكلي للسكان سوريا،فإنه لا يوجد إلى الآن أحصاءات رسمية متعلقة بالتركمان الذين يعيشون في هذه المنطقة منذ الف عام تقريبا إلى يومنا هذا.وقد صرح وزير الخارجية الأمريكي أن نسبة السكان التركمان تمثل 1%، وقد أكد السفير التركي نفس النسبة في عام 1983. وأول بحث متعلق بهذا الموضوع كان من قبل الباحث التركي مصطفى كفالي (1973)، وقد أكد أن عدد الأتراك في سوريا أكثر من 500.000 ألف نسمة، والمتحدثين بالتركية ما يقرب من 300.000 ألف نسمة. وفي عام 1995 بينما كان تعداد السكان في سوريا 14.171.000 فإن عدد التركمان والمتحدثين بالتركية الذي أمكن التأكد منه كان نحو 1.000.000،ولكن تبقى هذه النسبة غير صحيحة بحكم عدم وجود ادلة على ذلك ,ولا وجود إحصائية رسمية حسب التصنيف العرقي للسكان في سوريا الا ان الاعتقاد سائد من خلال الدراسة الاجتماعية والعرقية للتكوين السكاني للمجتمع السوري عبر تاريخهم الطويل في هذه المنطقة قرابة 1000 عام, ويعتبر التركمان في سورية قومية ثانية بعد العرب ويقدر عدد سكانهم حوالي /3.5/ ثلاثة ملايين ونصف نسمة تقريبا بما فيهم التركمان المستعربون وما زال قسم منهم يتقنون اللغة التركمانية ويقدر عددهم 1.5 مليون ونصف وأما الباقي فقدوا لغتهم وثقافتهم القومية التركمانية .

ويشكل تركمان حلب الأغلبية التركمانية السورية ويسمون ضمن السجلات العثمانية باسم "تركمان حلب"،حيث يتوزعون في مدن منبج والباب وجرابلس وإعزاز،إلى جانب وجود كبير في بلدة الراعي "جوبان باي"،ويتواجد في شمال مدينة حلب قرابة 145 قرية وبلدة تركمانية، بينما تأتي محافظة حمص وحماة بالمرتبة الثانية من ناحية الكثافة السكانية للتركمان وتاتي مدينة اللاذقية وطرطوس بالمرتبة الثالثة بالنسبة لتعداد وتوزع التركمان فيها،إذ يوجد حوالي 75 قرية تركمانية وهناك تركمان في منطقة الجولان والقنيطرة يسمون بتركمان الجولان،حيث يتواجد فيها 20 قرية وكانوا يتوزعون على قرى الجولان في عام 1967م وتركمان العاصمة دمشق يسمون بتركمان الشام . يتوزع عدد من التركمان في مدينة الرقة؛ بنحو 20 قرية تركمانية،أكبرها؛ حمام التركمان،وعلي باجلية وقرية الدادات،وهناك أحياء في المدينة مثل؛ دكاكين البلدية والسباهية، وشارع أبو الهيس.وكذلك في مدينة إدلب؛ حيث يتواجدون في جسر الشغور، وفي خمس قرى، وبعض أحياء المدينة.
ما أثر التركمان على تاريخ الرقة؟
ومن أقدم الرحالة الأوربيين الذين زاروا "الرقة" الطبيب الهولندي "ليون هارت راؤولف"، الذي قام بزيارة المدينة في 9 أيلول 1574 وأطلع على واقعها آنذاك، ووضع عنها وصفاً كاملاً، ذكر فيه وجود "قلعة" أو قصراً للمتصرف (سنجق بيه) فيه /1200/ جندي من جنود السلطان العثماني، ويذكر التقرير أنّ مباني المدينة الأثرية والأسوار التاريخية كانت في حالة يرثى لها، وفي هذه الفترة التاريخية التي واكبت زيارة "ليون هارت" إلى "الرقة"، يبدو أنّ الحكومة العثمانية بدأت تبني في المدن الخالية من السكان نقاط عسكرية ومراكز للحماية، كان الهدف منها حفظ الأمن، ومحاولة لجعل الناس يشعرون بالأمن، وبالتالي يكون هذا الأمن دافعاً لهم للاستقرار والهجرة من الريف لسكن المدينة داخل الأسوار الأثرية ..
وإن إعادة المدينة كان من أجل حفظ الطريق لاستمرار القوافل بين سورية والعراق، ومع ذلك فإن الطريق المفضل هو الطريق الشمالي بين (حلب وبيروجيك والرهـا والموصل) لأنه أكثر أماناً» وذلك بسبب تعديات قبائل بي ديلي التركمانية وكان المفروض أن تتطور المدينة وتتقدم، ولكن المدينة تراجعت أحوالها وضعف شأنها وحينمـا مـر بها الرحالة التركي أوليا شبلي عام 1060هـ 1650 كتب «أنه قبل زيارته للرقة بقليل كان هناك سكان مستقرون في المدينة ولكن هجوم القبائل التركمانية، خرب المدينة وأضعف الاستقرار خصوصاً في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فإن المدينة تصبح مكاناً للقاء العرب والتركمان الرحل».
كان التركمان يتجولون في البراري مع أغنامهم، وكانوا يغيرون على الفلاحين المستقرين في حوض البليخ وعلى ضفاف الفرات مما أفسد الحياة الاجتماعية والاستقرار في مدينة الرقة وحولها،ما دفع السلطان أحمد الثاني (1691 .1695) الذي أصدر فرمان في 30 ربيع الأول عام 1101 هـ 1691 يأمر فيه أمير لـواء مرعـش والرقـة وفضيلـة قـاضي حلب، أن طائفـة مـن التركمـان بقبائلها (البكمشـلي والعربـلـي والقـره شيخلي ) وعـدة قبائل أخـرى اعتادت علـى النـهب والغارات على القوافـل الآتيـة مـن بغـداد في المواسـم وتعـرض أصحابها للقتـل واختلاس الأموال أثناء سفرهم حتى أصبح أهالي الرقة يشكون الفقر، لذا يجب ردع القبائل التركمانية المذكورة حسبما ورد بالشرع الشريف». وأمر السلطان قبائل التركمان بممارسة الزراعة والحراثة حـول تـل أبيـض وعلى البليخ وطلب من قاضي الرقة حمايتهم وتأمين الميرة لهم. وعلى أثر استقرار قبائل بي ديلي التركمـانية فـي المنطقة المعروفـة بحـمـام التركمان اعتبرتهم الدولة عشائر والـدة السلطان وكـانت توصـي بـهم وبالمحافظة على مواشيهم وعدم أخذ زيادة منهم عن المطلوب.
ولكن عندما دخلت قبائل عنزة إلـى ديـرة حلـب والـرقـة والـرهـا،حوالـي عـام1630م جرى اعتداء على قبائل التركمانية المتواجة في المنطقة منها عشيرة الرشوان والبكمشلي والعربلي وقره شيخلي التركمانية وغيرهم من طرف قبيلة عنزة ومـن عشائر الموالي،جاء في أمر سلطاني موجه إلى والي حلب عثمان باشا تاريخه أواخر ذي الحجة 1153هـ 1737صادر عن القسطنطينية جاء فيه: كنا قد كلفنا متصرف دير الرحبة وسلمية وسنجق الجماسة (السبخة) أمير الأمراء حمد العباس زاده(البوريشة) بحجة شرعية لحماية سكان الشامية وقبائل التركمانية من تعدي العربان عليهم ولكن شقيق المشار إليه المدعو (حسن البوريشة) قد تجرأ على نهب التركمان القاطنين في البليخ ونهبهم وسلبهم مما اضطر وزيرنا عثمان باشا للقبض عليه وحبسه في قلعة حلب وعلى أثرها تدخل شقيقة المتصرف حمد العباس وأخرجه من السجن بكفالة، وتعهد باستراجاع المنهوبات وتسليمها إلى أصحابها، ولكنه لم يف بوعده وعلى أثر ذلك قام وزيرنا بالاتصال بالوزير أحمد باشا والـي الرقـة ونظم محضر بحضور قاضي حلب محمد أمين يوسف زاده حيث وضع مكافأة خمسة عشر ألف قرش تدفع للذين يقومون بالحماية والحراسة، وعهد إلى والـي حلب بتأمين حماية للأهالي والقوافل والتركمان من تعديات العرب عليهم».كانت القبائل التركمانية تنهب مـن قبـل القبائل البدوية العربية (عنزة وشمر والموالي) ولكنهم كانوا يعوضون ذلك بنهب الفلاحين الشوايا المحيطين بالرقة.

قبائل التركمان «بجدلية او بي ديلي- بكدله » :
شهدت إيالة الرقة التي أُنشئت سنة 1586، تبدلات سكانية كبيرة خلال الحقبة العثمانية، وذلك مع بدء السياسية العثمانية القاضية بإسكان العشائر الرحل التركمانية بدءًا من عام 1691،كانت مناطق شرق شمال وشرق سورية وكذلك جنوب سورية من بين المناطق المستهدفة في عملية الإسكان،وكانت الأسباب الموجبة لسياسة الإسكان عديدة،منها: أحياء الأرض،تخفيف الضرر على المزروعات التي تحدثها التنقلات للعشائر الرحل،كما كانت بعض المناطق الرقة تعتبر منفى للقبائل التي تتسبب فياحداث“شقاوات”وفق الوصف الملازم لأحداث الاضطراب التي تحدثها هذه القبائل.
ومن أبرز العشائر التي تم إسكانها قبائل بي ديلي (بجدلة) التركمانية وقبائل الملان (الملية) الكردية التي يشير المؤرخ الألماني ستيفان فينتر إلى أن السلطات العثمانية بدأت سنة 1701 بمحاولة إسكانهم في مناطقهم التقليدية، حول ديار بكر، واعتبارًا من سنة 1711،بدأت بترحيلهم إلى إقليم الرقة، لكن هذه القبائل لم يستقروا طويلًا في هذه المنطقة كحال العشائر البدوية التي وجدت السلطات العثمانية صعوبة في إسكانهم.
تم إسكان جموع قبيلة بي ديلي التابعة لقصر اوسكودار من طائفة التركمان الكبرى،وكذا تركمان بوزأولوس في الانحاء الممتدة من تل أبيض وعين العروس على ضفاف نهر البليخ، وصولاً إلى مدينة الرقة. وتقرر أن تخصص لهم اراضي زراعية وأماكن إقامة، وأن يدفعوا للجانب الميري خُمس أوسبع المحصول الذي تنتجه الأرض التي يزرعونها بحسب جودتها، شريطة أن يتصدوا لغارات الأعراب وسائر الأشقياء من تركمان وأكراد ويردوا خطرهم ويحافظوا على أمن وأطمئنان الأهالي.
كما يحظر القرار أن يخرجوا مع مواشيهم إلى المشاتي أو المصائف ويكتفون باخراج الرعاة وهم مجبرون أن يبقوا صيفاً شتاءً في أماكن سكنهم.وتراجعت أعداد التركمان والأكراد في شرق الفرات والشام،حتى تم استيعاب من تبقى بشكل كامل ضمن ثقافة المنطقة،وغلب عليهم الطابع العربي حتى استعربوا تمامًا،أما العشائر التي بقيت تُعرف نفسها بدلالتها التركمانية أو الكردية أو تحتفظ بلغتها، فقد كانت من نمط العشائر الرحل المتحيرة بين الأناضول والشمال السوري ، الذين تحولوا إلى أنصاف مستقرين منذ نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
ذكر الأستاذ عبد القادر عياش أن السلطان محمد الرابع (1648 ـ 1687) أمـر وزیره حسین باشا القاضي أن يأتي بثمانين ألف خيمة تركمانية ويسكنهم بمنطقة قرب عين العروس في أعالي نهر البليخ وعلى ضفاف نهر الجولاب. لاشك أن الرقم المذكور مبالغ فيه، ومع ذلك فإن التركمان الذين جاءوا إلى المنطقة "بليغ لا يزيدون على بضع مئات،والدليل على ذلك،أن أحد شيوخ قباءل بي ديلي التركمانية عندما سافر ومعه عسكر عظيم وفرمان في أن يصيروا مـن سـكان الرقة،عادوا وأرسلوا إلى عثمان باشـا والـي حـلـب (ثلاثين ألـف قـرش) رشـوة يقدمونها له غنم وبقر ومعز ودراهم. ولكنهم عادوا ثانية إلى سهول حلب،إلى الرعي وقد غار عليهم أمير الموالي حسن العباس واستولى على ألفين جمـل مـن قبيلة (غرية ؟؟) "تركمانية في ناحية الشامية. قال الشيخ عبد الرحمن السويد «أصدر الباب العالي إلى والي الرقة وأورفا حسن باشا ( 1112هـ 1700) بالخروج لكسر شوكة عرب الموالـي حتـى لا يتجرأوا على الفساد والخـراب إذ أغرتهم كثرتهم .
عندما ثار رشوان زاده خلیل باشا سنة 1124هـ 1711 في منطقة الموصـل وبادية الرقة استطاع والي الرقة وأورفا طوبال يوسف باشا أن يخمد ثورته وأن يرسل رأسه إلى العاصمة (القسطنطينية) وكـان رشـوان مـن عشيرة العربلية التركمانية . جاء في سالنامة أورفا ذكر لعشيرة باي ديلي التركمانية التي تقيم على ضفاف نهر البليخ في منطقة تل أبيض وہندرخان ولهم اقرباء في حلب والباب وطرابلس وعينتاب وهي فرع من (التركمان جولاب) أي من عشائر التركمان المقيمة على الجولاب. ينتمي أغلب تركمان الرقة إلى قبيلة بجدلة أو بيدلي الأوغوزية وجدهم يلدز بن أوغور خان والأخير هو مؤسس الإمبراطورية الأوغوزية ( 200 قبل الميلاد). أما عن حقيقة قدومهم من خراسان إلى بلاد الشام, فيعود إلى ما بعد 1230 بعد الميلاد بقيادة سليمان شاه وذلك فرارا من اجتياح المغول بقيادة جنكيز خان, لكنهم اصطدموا بنهر الفرات حاجزا طبيعيا يحول بينهم وبين بغيتهم. غرق سليمان شاه في جعبر غرب الرقة ودفن فيها (1236م) فانصرف أبنائه عن الرحلة وتفرقت بهم السبل لكن ابنه أرطغرل عاد ليؤسس الدولة العثمانية.
أما قبائل التركمانية اليوم، كما قال عنهم الباحث وصفي زكريا «وإن كانوا تركمانا لحما ودما ولكنهم مستعربون ومنقطعون عن التركية» ونحن بدورنا نقول نعم بأن التركمان تم تعريبهم بحكم وجودهم في منطقة اغلب سكانها من القبائل العربية بحكم الجيرة وتداخل العلاقات الاجتماعية من زواج وغيروا بين القبائل العربية والتركمانية فيما بينهم أصبح الشعور القومي التركماني لدى بعض بعض الشباب ضعيفا مع الأسف،هنا قبائل بجدلة أو بيديلي التركمانية سكنوا مع القبائل العربية في المنطقة الجولاب على ضفاف نهر البليخ منذ أكثر من مائتي سنة، وأهـم قـراهـم (الحمام والدمشلية والدوغانية والزيبقيـة وبلوة،وحمام التركمان اليوم خليط من عشائر عربية وتركمانية، عاشت معا مئات السنين ,فهم تركمان اقحاح أصلاء لانهم من أوائل التركمان الذين سكنوا على ضفاف نهر الجولاب والبليخ وبحكم تعرضهم لسياسة التعريب وسلب لممتلاكاتهم من قبل العشائر العربية المحيطة بهم والأنظمة الدولة المتعاقبة في كافة الفترات التاريخ .

بموجب وثيقة الاسكان القسري للتركمان في منطقة الجولاب من الرها وصولا للرقة كانت هذه القبائل تحت امرة وجهاء وزعماء التركمان أمثال الزعيم فيرز بي زعيم قبيلة القادرلية التركمانية وكذلك الزعيم قوجة غانم زعيم قبيلة البكمشلية وكانت بقية التركمان بامرتهم في تلك الفترة ولكن الزعيم فيرز بي كان ساخطا جدا على قرار الدولة العثمانية بإجبار التركمان على الإقامة الجبرية في أماكن معينة تحددها الدولة العثمانية وفق فرمان يسمى إسكان فرمانى أي فرمان الإسكان والمقصود بالإسكان هو إجبار العشائر على السكن في مواقع معينة ومنعها من الترحال، ونتيجة لسخط فيرز بك على هذا القرار التعسفي قرر الهجرة إلى إيران وذهب معه مجموعة من القبيلة يقال إنهم يشكلون نصف الوافدين إلى جلاب تقريبا، وقد خرج إليه بعض أعيان التركمان ليقنعوه بالعودة ولكنه لما رآهم يلحقون به أخذ طفله الرضيع من حضن أمه وضرب به ركاب فرسه فمات الطفل من فوره وانقسم جسده قسمين وحين رأى الأعيان هذا المشهد أيقنوا أنه لا سبيل لإقناعه بالعودة وعادوا أدراجهم قبل أن يصلوا إليه.
وكان فرمان الإسكان قد تسبب في تشتيت التركمان وإضعافهم حتى فقد الكثيرون منهم أقاربهم، وكثير منهم انصهروا في مجتمعات أخرى ونسوا لغتهم. وذهاب فيرز بي إلى إيران في ذلك الوقت يعني أن كثيرا من أقارب التركمان أصبحوا في إيران وانقطع التواصل بينهم وبين ذويهم. وننوه بأن غالبية سكان إيران من الأتراك حيث ظل الأتراك يحكمون إيران مئات السنين وبقي حكم إيران بيد الأتراك حتى انقلاب رضا بهلوي سنة 1925م وحينها انتهى حكم الدولة القاجارية آخر الدول التركية التي حكمت إيران.
من ناحية أخرى آثر الزعيم التركماني قوجة غانم من قبيلة البكمشلية البقاء في المنطقة مع أبناء قبيلته وبقية القبائل التركمانية الاخرى . وكان للزعيم قوجه غانم البكمشلي أربعة أبناء من زوجته كوجك خاتون وهم الابن الاكبر محمد وأحمد و عبدالله وجلبي كما ذكر في الوثائف المصورة لعائلة الحاج علي التركمانية حيث كان علي وهو الأبن الاصغر لقوجة غانم واصبحو عائلات كبيرة لاحقا المحمدلية ودال احمدية وجلبية والمايل والاوية وبقية البكمشلية،عرفوا بالياشلية في الريف الحلبي و شرق الفرات ومن الملاحظ أسماء القبائل التي قاتلت مع السلطان سليم،في الفتح العثماني كانت مكتوبه عند النصب التذكاري عند جسر قره قوزاق قرب مدينة جرابلس.
أبنـاء عمومة قبيلة تركمان البكمشلية في منطقة البليخ هم الحاج علي الباشات (علي بيكلر)، سـكان ومـلاك خربـة الـرز والعلـي باجلية وبلوة، ومن ثم هاجروا في القرن التاسع عشر إلى منطقة جرابلس والباب في قـرى (بلـوه وكربجلي وطاشـلي هيوك وحليصة ونبغـة)، وكـان شـيخهم حاج نعسـان اغا بن مصطفى باشا من قبل ومن ثم الشيخ فاروق زكي مصطفى باشا .

ومن أبناء عمومتهم الذين يسكنون في حمام التركمان من عشيرة البكمشلية ومن الوجهاء العشيرة المرحوم بوزان الجمعة من عائلة المحمدلية كان صاحب مضافة في قريته ,والمعروفة حاليا العزيزية كان داعيا وصاحب طريقة صوفية نقل مضافته الي حمام التركمان فيما بعد ولديهم أقارب في منطقة جرابلس قرية داشلي هيوك وفي تركية العيدان والحسون الاحمد ,ومن الوجهاء هذه العشيرة الاسود العلي من الياشلية ولديهم أقارب في منطقة اعزاز في تركمان بارح واحتيملات وكذلك الجيلو الكجل الذين ينتمون الى عائلة دال أحمدلية ولديهم أقارب في منطقة الباب قرية هواهيوك وكذلك هناك عائلة المهدي وهم تركمان باجلية من قرية رسطام ولهم أقارب في في منطقة جرابلس عرب عزة وهناك عائلات بأعداد قليلة أخرى مثل المرادات الخواجة الملا . هذه العائلات تقطن في القرى تل فندر الاحمد العبدالله الدوغانية الاسود العلي والصالح العيسى والمامو العزيزية البوزان الجمعة وابناء عمومهم الاسماعيل الجمعة والناشات االزيبقية وعائلة المجو والجمعة القادر قرية المنارة وعائلة السمعو والجمعة القادر والمحمد الابراهيم تل ابيض وعائلة احمد العلي قرية المعرغين الدوري وهناك عائلة الباكيرات ومنهم موسى الاحمد العيسى وعيسى الموسى الخلف وخليل العثمان وخليل البرهو.

فخذ الملا والي،ومنهم عبيد المـلا والـي،ومحمـد العساف، ومن وجهاء التركمان في الرقة وحمام التركمان أيضا عائلى (الطوبال) ومنهم الحسن العلي والياسين العبيد والخلف الابراهيم والعلي الحميدي والعبيدة والعاشق والمعيوف والظاهر الخزيم والعلي الحسين كلهم ينتمون الى ( البداغ ) وملا البرهو ، والرديني والعلي الصالح والعساف والبوزان والشواخ كلهم(الملاوالي ) ،والدامات ( الدلوف) في حمام التركمان،كذلك الباكيرات وفي الدامشلية أيضا.
ومن التركمان قبيلة القره شخليه التركمانية( القرقر) في حمام التركمان،وهم من ثلاث اخوة أولهم *اليحيات ويتفرعون (الشواخ الجاسم والحرجان واحمدالكريم وحسن اليحيى) والثاني *البرهاوي الاغجه ويتفرع منه (البرهاوي الاغجه وهم علي البرهاوي وسماعيل البرهاوي وعبود البرهاوي وعيسى البرهاوي وحميدان الشواخ وخليف الملا وياسين الملا ومصطفى العبيد) والثالث *برهو الخلو (امام المحل البرهو عبد البرهو غضبان البرهو).
وعائلة المهدي في قرية رسطام من قبيلة إلبيليه (العلي باجلية حاليا ) غربي البليخ واقراءهم في قرية عرب عزة في جرابلس ..،تركمان تل أبيض منها عائلات بوزكييج الدادات الذين مازالوا يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم التركمانية ويفتخرون بذلك في كافة المحافل الوطنيةوالقومية. وأخيرا جاء الخواجة في خمسينيات القرن الماضي الى قرية الزيبقية أغلـب هـذه العائـلات مع الاسف لا تتكلـم اللغة التركمانية بشكل جيد حيث يتكلمون العربية ولكنهم لاينكرون أصولهم التركمانية.
الصناعات التقليدية التراثية التركمانية
كانت صناعة البسط والسجاد التركماني التي تسمى عجمي من التقاليد الشعبيّة القديمة والعريقة للتركمان، ومُرتبطة ارتباطاً شديداً بالحياةالريفية، وتقاليدها الزراعيّة، وتربية المواشي، وسلوك معيشتها التي توارثتها الأجيال في هذه المنطقة حتى فترة زمنيّة قريبة إلا أنَّها بدأت بالانقراض تدريجياً بسبب عدة عوامل، منها انتشار الآلات الحديثة المُتواجدة حالياً..وتستخدم في صناعة السجاد الاعجمي الصوف الاغنام والأدوات تسمى “الدوك” و”المبرم” طقوس اجتماعية معينة، حيث كانت النسوة يتجمعنَّ في بيتٍ واحد لعدة ساعات في اليوم، وكلُّ واحدةٍ منهن تجلب أدواتها الخاص بها والدوك‘ عبارة عن عصا خشبيّة رفيعة مبرومة الشكل، طولها لا يتجاوز نصف المتر، في أحد طرفيها قطعتان خشبيتان مثبتتان فوق بعضهما على شكل متصالب.
السجاد والبساط “التركماني” التراثي الشهير وأغلاها ثمناً “العجمي”، وهو يتألف من مجموعة من المكعبات والأشكال الهندسية المختلفة الملونة بسبعة ألوان أو أكثر، يعتبر النوع العجمي من الأنواع القيمة جداً، وله ارتباط خاص بالمناسبات العائلية الفخمة والمهمة، ولأن تكلفته باهظة الثمن، كان العائلات متوسطة الدخل لا يفرشونه إلا في مناسبات الأعياد الرسمية، والمناسبات الخاصة العائلية الأخرى من أعراس وتعازٍ وغيرها، حفاظاً عليه لقيمته ومكانته عند أصحابه”.ومكانتها في العادات التركمانية يعتبر البساط التركماني العجمي من جهاز العروس الفاخر ويعطي قيمة كبيرة للجهاز وفخراً للعروس أمام زوجها وأهله، في حال تمكن أهلها من تقديمه لابنتهم جهاز العروس عند زواجها وانتقالها إلى بيتها الجديد.
بلدةُ حمام التركمان
تقعُ في الريف الشمالي لمدينة "الرقة" على الضفة اليسرى لنهر "البليخ"،هي إحدى البلدات السورية التركمانية التابعة لمحافظة "الرقة"، وتقع شمالاً على بعد 70 كم عن مركز المدينة و25 كم عن الحدود التركية ويمرُّ بجوارها نهر "الجلاب" المتفرع عن نهر "البليخ"، ويبعد عنها تل "الحمام" الأثري 2 كم، يبلغ عدد سكانها 7500 نسمة يتوزعون على 1500 عائلة، يعتمدون على الزراعة كمورد أساسي،وتشتهر بمعالمها الأثرية الكثيرة من خلال وجود بعض التلال المهمة تاريخياً، ويُشكل سكانها من عشائر التركمان أغلبية السكان حتى يومنا هذا كونهم أول من سكنها واستقر فيها.
وتتميز البلدة بطيبة أهلها وتعايشهم وتعاونهم في كلّ المناسبات الاجتماعية التي تجري فيها من أفراح وأتراح رغم تعددهم وتنوعهم بين تركمان وعرب وقلّة من الكرد. «سميت بهذا الاسم نسبة لطائر "الحمام"، وذلك نتيجة لحادثة كان فيها ثلاث حمامات، ويذكر تاريخياً أن موقعها عرف باسم "زلباخم" أو مدينة "زلبا" التي ذكرت في مصادر "ماري" على أنها المدينة التي التقى فيها كل من ملك "ماري" "زمري ليم" رفقة زوجته اليمحاضية (الحلبية)، الأميرة "شيبتو"، وعمه ملك يمحاض الملك العظيم "شمس الملوك ياريم ليم"، ترافقه ابنته الأميرة "يتار أمي"، كما حضر الاجتماع ملك "كركميش" "ابلاخندا"، وذلك لحل مشكلة المراعي، وهذا الأمر إن دلَّ على شيء فإنما يدل على أهمية مدينة "زلبا".

وهو تل أثري كبير يتبع منطقة تل أبيض محافظة الرقة. ويقع على الضفة الشرقية لأحد روافد نهر البليخ في جوار قرية حمام التركمان، على بعد حوالي 80كم شمالي مدينة الرقة. يبلغ طول التل حوالي 500م وعرضه حوالي 450م وارتفاعه عما حوله 45م. يعود في نشأته إلى عصر عبيد في الألف الخامس ق.م وإلى سويات من عصر البرونز الوسيط 2000-1600ق.م، ويستمر في العصرين الروماني والعربي الإسلامي. اتضح في سوّية عصر البرونز الوسيط شارع تحف به مساكن، وفي سوية أقدم منها ظهر بناء ضخم لعله معبد. يعتقد أحد المنقبين فيه أنه موقع مدينة زلبا من الألف الثاني ق.م.
وخلال حملة إنقاذ أثار الفرات من الغمر ثمة مواقع أثرية تم التنقيب فيها في محافظة الرقة، مثل طنبرة شمس الدين وتل العبد وتل الفري وتل ممباقه وتل الشيخ حسن وموقع عناب السفينة وقلعة جعبر ودبسي فرج وأبي هريرة، وما زالت تلال أخرى تنتظر التنقيب وكلها تؤكد على غنى هذه المنطقة بالآثار القديمة.
مراجع والمصادر
1) دائرة المعارف الإسلامية ج1 ص212 مادة تركمان، القاهرة.
2) أبحاث الندوة الدولية لتاريخ الرقة ص153 ویتر شتورم دمشق1981.
3) متحف الوثائق بدمشق، الوثيقة رقم 504 رقم السجل 3.
4) المجتمع الإسلامي والغرب عن268هـ. بوون ترحمة أحمد عبد الرحمن مصطفـى القـاهرة.1971
5) حضارة وادي الفرات من 359،عبد القادر عياش،دار الأهالي،دمشق 1990.
6) المرتاد في تاريخ حلب وبغداد من 46 يوسف عبود الحلبي، تحقيق فواز الفواز مخطوطة جامعـة دمشـق.1977
7) نهر الذهب في تاريخ حلب جـ3 الشيخ كامل الغزي 1926.
8)أورفا، سالنامه ص98 -99 مطبعة الهامي، استنبول 1927.
9) عشائر الشام جـ2 ص 248 وصفي زكريا، دمشق 1947.
10) كتاب عشائر الرقة والجزيرة التاريخ والموروث الفصل الثامن ,المؤلف محمد عبد الحميد الحمد.
11)قارداشلق –مجلة الاخاء :عدد 1و2 ص 26...مقالة للدكتور مختار فاتح بي ديلي بعنوان جذور التركمان في بلاد الشام.
12)مهند الكاطع–إضاءة ..إسكان التركمان على ضفاف البليخ في الرقة 1691
13)مصطفى كفالي،(1973)،"الأتراك السوريون"،مجلة توره،العدد21، أنقرة.
14)كافيس أوغلو إبراهيم ،"الثقافة الوطنية التركية"،أوتوكين: اسطنبول2005.
15)كوبرامان كاظم يشار، (1989)، "تاريخ الإسلام العظيم من الولادة إلى الوقت الحاضر"،اسطنبول.
16) التركمان السوريون،تقرير برنامج تركمان الشرق الأوسط أورسام رقم:14.
17) سيفيم ،أ. (1989)، "تاريخ سوريا وسلاجقة فلسطين"،منشورات الجمعية التاريخية التركية أنقرة.
18) أسامة الشهابي تاريخ التركمان في البليخ,بحث منشور في مواقع التواصل الاجتماعي.
ملاحظة هامة
هناك الكثير من المعلومات يمكن غير دقيقة وردت في المقال كتبتها من على لسان أبناء المنطقة من التركمان القاطنيين في المنطقة أو المعلومات التي وردت وذكرت في كتاب عشائر الرقة والجزيرة التاريخ والموروث الفصل الثامن ,المؤلف محمد عبد الحميد الحمد فهي تعبر عن رأيي الكاتب, لذلك لديه أية معلومات عن أية عائلة أوعشيرة تخص التركمان في الرقة وتل الابيض والقرى المحيطة يرجى ارسلها لنا من أجل التعديل والاضافة دمتم خيرا .!!