المليشيات الارمينية الانفصالية في قره باغ ترفع الراية البيضاء وترضخ للشروط الأذربيجانية.!
الدكتور مختار فاتح بي ديلي
بعد الضربات القوية للجيش الاذربيجاني والقوات الخاصة الاذربيجانية لمكافحة الارهاب استسلم الانفصاليون الارمن ورفعوا العلم الابيض بعد تعرضهم لسلسلة انتكاسات في أرض المعركة على يد جيش أذربيجان.
كانت وزارة الدفاع الأذربيجانية قد أعلنت، في يوم الثلاثاء، إطلاق عملية عسكرية لمكافحة الإرهاب في قره باغ بغية استعادة النظام الدستوري.
ورد في بيان وزارة الدفاع الاذربيجانية : "تمّ إطلاق إجراءات ذات طبيعة موضعية لمكافحة الإرهاب، من أجل ضمان أحكام البيان الثلاثي، وإحباط استفزازات واسعة النطاق في منطقة قره باغ الاقتصادية، ونزع سلاح تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية وضمان انسحابها من أراضينا، وتحييد قواتها العسكرية، وتوفير سلامة السكان المدنيين العائدين إلى الأراضي المحررة من الاحتلال، والمدنيين المشاركين في أعمال البناء والترميم وأفرادنا العسكريين، واستعادة النظام الدستوري لجمهورية أذربيجان".
أكدت وزارة الدفاع الأذربيجانية في بيان، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في الإقليم، وانتهاء العملية العسكرية التي بدأتها القوات الأذربيجانية قبل 24 ساعة وقالت: "إنّ قوات الأرمن في المنقطة الجبلية وافقت على إلقاء أسلحتها والتخلي عن المواقع القتالية والمواقع العسكرية ونزع سلاحها بالكامل، وإنّه يجري تسليم جميع الأسلحة والمعدات الثقيلة إلى جيش أذربيجان". ومن جانبهم، أعلن الانفصاليون الأرمن في ناغورنو قره باغ، في يوم الأربعاء، أنّهم سيوقفون إطلاق النار وسيلقون أسلحتهم وبدء محادثات بشأن إعادة دمج المنطقة المتنازع عليها مع وطنهم الام أذربيجان.
وكانت الرئاسة المعلنة للمنطقة الأنفصالية في قره باغ ، في بيان، على شبكات التواصل الاجتماعي:"عبر وساطة قيادة فرقة حفظ السلام الروسية المتمركزة في ناغورنو قره باغ، تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن الوقف الكامل لإطلاق النار اعتبارًا من اليوم". وقالت السلطات الانفصالية: "إنّه ستتم مناقشة القضايا التي أثارها الجانب الأذربيجاني بشأن إعادة الدمج وضمان حقوق وأمن أرمن ناغورنو قره باغ في اجتماع بين ممثلي السكان الأرمن المحليين والسلطات المركزية لجمهورية أذربيجان".
من جانبه صرحت وزارة الدفاع لجمهورية أذربيجان إن العمليات العسكرية لمكافحة الارهاب التي اطلقتها وزراة الدفاع الاذربيجانية تم التوصل لوقف هذه العمليات مع الأخذ في الاعتبار نداء من ممثلي السكان الأرمن المحليين في قره باغ وكذلك من خلال طلب قوات حفظ السلام الروسية بهذا الشأن ، تم التوصل إلى اتفاق بين الأطراف بشأن تعليق الإجراءات المحلية لمكافحة الإرهاب في 20 سبتمبر 2023 الساعة 1:00 ظهرًا تحت الشروط الاذربيجانية التالية:
1. تقوم تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية والمليشيات المسلحة الأرمينية الانفصالية الغير الشرعية الموجودة في منطقة قره باغ الأذربيجانية بترك أسلحتها ومواقعها القتالية و العسكرية ونزع سلاحها بالكامل، مع مغادرة كافة المليشيات الانفصالية الأراضي أذربيجان.
2. مغادرة المليشيات الارمينية والتي تقدر عددها بحوالي عشرة الالاف مقاتل تكون بالتوازي يتم تسليم جميع مقراتهم وأسلحتهم ومعداتهم الثقيلة .
3. يتم التأكد من أن العمليات وقف اطلاق النار وكافة العمليات مكافحة الارهاب المذكورة أعلاه يتم تنفيذها بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الروسية.
وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت أن قواتها سيطرت على اكثر من 90 موقعا للمليشيات والقوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من شنها عملية عسكرية تستهدف نزع سلاح الانفصاليين بالإقليم وبأن العملية العسكرية وصلت لاهدافها المرجوه والمخطط لها وخلّفت 32 قتيلًا، وأكثر من 200 جريح بين المليشيات الانفصالية فيما أعلنت أرمينيا أنّها لم تشارك في صياغة اتفاق وقف إطلاق النار.
أهداف العملية العسكرية
قالت أذربيجان إن قصدها هو "نزع السلاح وضمان انسحاب تشكيلات القوات المسلحة الأرمينية من أراضينا، وتحييد بنيتها التحتية العسكرية".
وكانت وزارة الدفاع في أذربيجان أعلنت أن قواتها سيطرت على 90 موقعا للقوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ بعد ساعات من شنها عملية عسكرية تستهدف نزع سلاح الانفصاليين بالإقليم.وقالت الوزارة في بيان إن قواتها دمرت عددا من نقاط إطلاق النار التابعة للمليشيات الانفصالية والقوات الأرمينية.
ومنطقة قره باغ الجبلية معترف بها دوليا على أنها جزء لايتجزأ من الأراضي الأذربيجانية، لكن جزءا منها تديره مليشيات إنفصالية مدعومة من قبل جمهورية أرمينيا تقول إن المنطقة وطن أجدادها.
حيث كانت أرمينيا سيطرت على مساحات واسعة من ناغورني قره باغ في حرب اندلعت مع انهيار الاتحاد السوفياتي، واستعادت أذربيجان معظمها في صراع استمر 44 يوما في عام 2020 وانتهى باتفاق لوقف إطلاق نار بوساطة روسية.
كانت موسكو دعت في وقت مبكر من اليوم الأربعاء الجانبين إلى وقف إراقة الدماء والأعمال القتالية والعودة إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام 2020.
وتسعى روسيا مع انشغالها بالحرب في أوكرانيا إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة التي تتقاطع فيها خطوط أنابيب للنفط والغاز، في مواجهة نشاط أكبر من جانب تركيا التي تدعم أذربيجان.
وتوترت العلاقات بين روسيا وأرمينيا الحليفتين التقليديتين منذ أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربا في أوكرانيا عام 2022، وتفاقم التوتر في الأشهر الماضية بسبب ما تقول أرمينيا إنه فشل موسكو في الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2020.
وترفض أذربيجان الاتهامات بأنها تهدف إلى تنفيذ عملية تطهير عرقي في ناغورني قره باغ، وتقول إنها "ستحمي حقوق المدنيين المنتمين لعرقية الأرمن في المنطقة، بموجب دستورها وإزالة الهياكل السياسية والعسكرية في المنطقة الانفصالية".
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إنه "من غير المقبول إطلاقاً فرض وضع آخر"، وذكر أن بلاده "تنتظر من أرمينيا الوفاء بالوعود التي قطعتها، وفي مقدمتها فتح ممر زنغازور". جاء ذلك في كلمته بأعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأضاف الرئيس التركي قائلا : "نحن شعب واحد في بلدين ,والمجتمع الدولي يقر بإن قره باغ هي أرض أذربيجانية".
أهمية "ممر زنغازور الاستراتيجي" الذي اتفقت على فتحه أرمينيا وأذربيجان؟
كان قبل فترة؛ تم الاتفاق بين "إلهام علييف" مع رئيس وزراء أرمينيا "نيكول باشنيان" على فتح "ممر زنغازور"، عقب لقائهما مع رئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل"، في بروكسل. حيث شكل هذا الاتفاق نقلة نوعية في العلاقة المتوترة بين البلدين التي تعود جذورها لأكثر من مئة عام منذ ما قبل ضم البلدين للاتحاد السوفييتي، حيث خاضا مواجهات خلال خضوعهما للحكم السوفييتي، تحولت لحرب مفتوحة بين البلدين حول إقليم ناغورنو قره باغ الأذربيجاني ، أدت إلى احتلال أرمينيا لمساحة تقارب 20% من أراضي أذربيجان قبل أن تحرر الأخيرة معظم أراضيها خلال حرب عام 2020.
تفصل الأراضي الأرمينية بين أذربيجان وإقليم ناختشيفان الأذري المتمتع بالحكم الذاتي، ولكنه ملاصق لتركيا. يعني الوضع الحالي أنه لا يوجد اتصال بري مباشر بين أذربيجان وتركيا، ولا بين باكو وإقليم ناختشيفان الأذربيجاني (جمهورية أذربيجانية ذات حكم ذاتي). لكنّ انتصار أذربيجان في حربها ضد أرمينيا عام 2020 ساهم في استعادتها من أرمينيا ما يزيد عن 130 كيلومتراً من أراضيها الحدودية مع إيران، وعليه بدأت باكو الضغط لفتح ممر زنغازور الرابط بينها وبين ناختشيفان عبر شريط يبلغ طوله 40 كيلومتراً يمر بمنطقة أذربيجانية محتلة من قبل أرمينيا تدعى زانغازور،
|