تصحيح المسار العمل المؤسساتي التركماني السوري
على كل الانسان ان يفكر مليا وان يلقي نظرة خاطفة الى الماضي القريب بالنسبة من هم في الاربعينيات والستينيات والسبعينيات من العمر، ودراسة التاريخ بالنسبة للشباب الصاعد ليكونوا على بينة من ماضي أجدادهم المجيد، عندما يقررون بقيام لمشروع ما يكون ذلك المشروع مفيدا لعائلته ومجتمعه،وهنا اقول لصانعي السياسة التركمانية القوا نظرة خاطفة الى الاربعينيات ونهاية الخمسينيات وبداية الستينيات وحتى السبعينيات من القرن الماضي لتعلموا جيدا بان التركمان كانوا اقوياء في ارادتهم وتوجهاتهم داخل مجتمعهم، لان الذين كانوا يديرون الشؤون التركمانية، كانوا ناكري الذات وكان اعتمادهم الاوحد على الذات ناسين الجيوب والكراسي بل كانوا عاشقي العمل من أجل الوطن عامة والتركمان خاصة ولم يبالوا الاستشهاد في سبيل ذلك طوال تواجدهم في سوريا التي كانت منذ العهد السلجوقي في القرن الحادي عشر تقريبا في عهد عماد الدين زنكي، مؤسس السلالة التركمانية الزنكية كان لهم دور كبير في بلاد الشام والعراق على كافة الاصعدة .
الى أنة جاءت الانظمة الديكتاتورية التي مارست سياسة التعريب والتهميش التي تمت تطبيقها على التركمان السوريين في العقد الثالث من القرن التاسع عشر. حيث تم حرمانهم من كافة الحقوق القومية والثقافية، ليست لديهم مدارس لتعليم أطفالهم لغتهم الأم، في حين تم منح الطوائف الأخرى الحقوق في تعليم لغتهم.
ونتيجة لسياسات الأنظمة الديكتاتورية المتعاقبة على سوريا، عانى الشعب السوري عامة والتركماني خاصة من تجرد من أبسط حقوقه المشروعة في كل الاوقات والازمنة فأبان الحرب العالمية الاولى والثانية تعرضوا الى الظلم والاضطهاد والى سياسة التعريب القسرية لتغيير الطابع القومي للتركمان في مناطقهم على امتداد الوطن السوري يتوزعون على محافظات حلب الرقة اللاذقية حمص وحماة ودمشق والجولان طرطوس ودرعا وادلب ، ويظهر الثقل الرئيسي للتركمان في مدينة حلب حيث تعتبر هذه المدينة السورية ذات خصوصية تركمانية منذ السلاجقة التركمان.
حرم التركمان السوريين كما حرم اغلب السوريين من الحرية والديمقراطية وتعرضوا الى أبشع الجرائم وخاصة بعد الستينيات وصولا الى ثورة الحرية والكرمة ، وتنفسوا تنفس الصعداء بعد انطلاقة ثورة الحرية والكرامة المباركة ودقت أجراس الحرية للسوريين عامة وللتركمان السوريين خاصة ليجتمعوا في أول مؤتمر لهم بعد عقود ونيف من الحرمان والكبت السياسي وذلك بتاسيس المجلس التركماني السوري في 30 مارس عام 2013 واعتبر المجلس التركماني السوري بعد تأسيسها ممثلًا سياسيًا شرعيًا وحيدًا للتركمان في سوريا ولكن بعد مرور اكثر من عشرة سنوات يتسأل مواطن تركماني اين وجودهم وشرعيتهم الان.؟؟؟.
ويتساءل الكثيرون أين مكاتب المجلس التي تشكلت مع تأسيسها..؟؟؟
والتي كانت هدفها ومرجعيتها العمل الدؤوب من أجل رفع السوية السياسية والعلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية للتركمان في تركيا وسوريا والعالم.؟؟؟
الشيء الوحيد من أنشطته هذا المجلس ومكاتبها بعد مرور 11 عام على تأسيسها هي ممارسة هواية التصوير لاجتماعات شكلية هنا وهناك لا اكثر دون تحقيق ابسط الاهداف .
يتساءل الكثيرون أين أهداف المجلس من تنفيذ المشاريع التي كانت ستكون بالتعاون مع الجهات ذات الصلة ومع منظمات المجتمع المدني التركماني السوري التابعة لها مع مؤسسات حكومية متنوعة، بما في ذلك الوكالة التركية للتعاون والتنمية وصندوق تركيا للمساعدة وغيرها، بالإضافة إلى العديد من الهيئات والمنظمات الأخرى ..؟؟؟؟
يتساءل طلاب التركمان اين دور المجلس في مساعدتهم للحصول على منح ومقاعد دراسية في المؤسسات التعليمية والجامعات التركية وفي دول الاخرى التركية مثل أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وقيرقزستان وأوزبكستان..؟؟
بعض الاسئلة نريد أجوبتها ممن ينطقون باسم التركمان السوريون...
في هذه الاوقات العصيبة التي تمر بها منطقتنا تدق اجراس الخطر على وطننا ومجتمعنا ومع عدم ادراك خطورة المواقف الحالية التي تدار من حولنا من المؤسسة التركمانية التي تدعي بأنها الممثل الوحيد للشعب التركماني التي تمثل التركمان ( Suriye Türkmen Meclisi المجلس التركماني السوري عليكم وضع الامور في نصابها قبل فوات الاوان وأن تلتزموا الزاما اجباريا بمسار مصلحة الوطن والتركمان أولا وأخيرا وأن تبتعدوا عن الانانية وحب الذات في مرحلتنا العصيبة هذه ...لان جغرافيتنا ومصيرنا مهددة ...لتقفوا وقفة مراجعة جدية وحقيقية للعمل المؤسساتي ولتضعوا جميع اوراقكم على الطاولة لتراجعوا قضية شعبكم بصدق واخلاص بما يتلائم مع المستجدات والتحولات الطارئة في المنطقة .
منذ تشكيل المجلس ونحن نحذر ساستنا التركمان عن شروخات وتصدعات مخفية في البنية التحتية لقواعد تشكيل المجلس والية عملها حتى باتت واضحة للعيان وظهرت اثارها السلبية على الشارع التركماني لذلك نطالب ممن يدير دفة الامور في مؤسسات التركمانية عامة والمجلس خاصة التدخل المباشر والفوري لترميم وتصليح تلك التصدعات وبالسرعة الممكنة خوفا من ان ذلك سيؤدي في المحصلة النهائية الى شرخ كبير بين التركمان...
حتى الأن لم نجد أعين مبصرة ولا أذن صاغية لمطالبنا منذ أكثر من عشرة سنوات ولم يأبهوا الى التحذيرات المتواصلة بالاهتمام بتلك التصدعات حتى دخلت السياسة التركمانية في نفق مظلم ووصلت الى مرحلة معقدة وحرجة حيث الخصومات السياسية والحزبية والشخصية انتشرت كوباء الطاعون وكالخلايا السرطانية الخبيثة لدرجة انعكست على مستقبل شعبنا وايقن المواطن التركماني بان مصيره ومستقبله وجغرافيته مهددة حيث المخاطر تحوط به من كل صوب وجانب ... حتى بات لا يؤمن ولا يثق بساسته الذين ليست لديهم قضية اسمها قضية تركمانية على الصعيد الوطني والقومي..
وبعدالاخفاقات الكبيرة للمجلس التركماني منذ تأسيسها وذوبان الأحزاب التركمانية التي كانت تفتقر الى القاعدة الشعبية وتعاظم سياسة الهجوم على القيادات العسكرية وخاصة التركمانية في مناطق تواجدهم.. علينا أن نصحح مسار المؤسسات التركمانية ولانقع بالاخطاء والنسيان ونسير في الطريق الصحيح ونحدد معالم حركتنا المستقبليه ونرسم اطار العام المتفق عليه من قبل جميع التركمان من دون التهميش والاقصاء لابد من تعيين الاهداف والغايه التي يريدها الشارع التركماني من جهه ونوع الارتباط والتفاهم مع باقي الشعوب والاقليات الموجوده في فسيفساء المجتمع السوري من جهه اخرى .
بعد دراسة الفترة الماضية من عمل تلك المؤسسات التركمانية بأخطاءها وسلبياتها وحسناتها ندعوا أصحاب القرار في تلك المؤسسات إلى أعادة هيكلياتها الادارية واستراتيجياتها في العمل ومراجعة مسببات الفشل العمل التركماني منذ بداية الثورة السورية إلى هذه اللحظة وان تبادر هذه المؤسسات التي تتكلم باسم التركمان وبسرعة القصوى وقبل فوات الأوان بان تضع خطط مدروسة وفق أسس علمية ومهنية مستعينة بأصحاب الخبرة والأختصاص في المحاور التالية:
1. ابعاد كافة المتقاعسين والفاشلين والأنهزاميين والبارغماتيين النفعيين وعدم زج أشخاص في صفوف المجلس التركماني الا بعد التحري عن أصوله التركمانيةمن قبل أبناء منطقته التي ينتمي اليه لانهم سيكون عال على القضية التركمانية برمتها.
2. إعادة النظر بتشكيلاتها وتنظيماتها من كل الجوانب مع وضع آليات وخطط أكثر فاعلية تخدم المصالح الوطنية عامة والتركمانية خاصة مع التقييم المستمر لعملهم.
3. الاستعانة بأصحاب الفكر الوطني والسياسي والثقافي والاجتماعي التركماني لوضع آيدلوجيا فكرية جديدة تتلائم مع روح العصر وغير مستوردة من آيدلوجيا الأحزاب والمؤسسات الأخرى داخليا وخارجيا، تتلائم مع وضع التركمان في الوطن السوري الجامع بنظامه السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.
4. وضع خطط استراتيجية لمستقبل التركمان في سورية الغد وكذلك وضع آليات وخطط تنفيذية مع متابعة مؤشرات النجاح والفشل وتقييم المخرجات بشكل دوري .
5. العمل على كافة المحاور السياسية، الثقافية، الفنية، الاقتصادية، التربوية، التعليمية، الدينية، العشائرية، الشبابية من الاستفادة من الخبرات على كافة الأصعدة .
6. وضع خطط تعليمية للطلاب في المدارس والمعاهد في المناطق التركمانية مع تأمين منح ومقاعد دراسية في الجامعات التركية وفي بلدان الشقيقة مثل أذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وقيرقزستان وأوزبكستان مع تقييم مخرجاتها المستقبلية ومن ثم دراسة أسباب نجاحها وفشلها ودعم مؤشرات النجاح .
7. إقامة ندوات ومؤتمرات ومجالس فكرية وتنموية هادفة للمثقفين والشباب التركماني بشكل دوري بما يخدم مصلحة التركمان العليا في سبيل إيصال صوت التركمان إلى كل المحافل وعدم حصرها في اجتماعات مع شخصيات ومسؤولين حكوميين من الصف الأخير في تركيا يجب الانفتاح إلى دول العالم التركي من أوسع أبوابها .
8. مسح ميداني لكافة المناطق التركمانية وتحليل نتائج البيانات والمعلومات واستثمارها في الخطط الاستراتيجية الحالية والمستقبلية بالشكل الأمثل.
9. الاجتماعات والزيارات الروتينية لاعضاء المجلس لموظفين في البلديات التركية في المناطق الحدودية وغيرها أثبتت بعدم فاعليتها وجدواها في إيصال صوت التركمان إلى مراكز القرار في تركيا وفي العالم .
في النهاية ... كانت لنا طموحات كبيرة عند تأسيس المجلس التركماني ولكن مع الأسف الشديد تغير الكثير على الخارطة السياسية للمنطقة والعالم ولم يتغير عمل وإدارة المجلس التركماني شبرا واحد إلى متى عجب سنظل قابعين على كراسينا من دون انجاز مشروع قومي واحد !!
نقول المتصدرين الساحة من أوسع أبوابها اليوم ارادة ومستقبل ومصير شعبنا بايديكم فلا تتباكوا على الاطلال , فالكرة في ساحتكم وما عليكم الا ان تختاروا ما بين الجنة والنار فلا وسط بينهما فاما عقد مؤتمر قومي شامل لكل التركمان دون تهميش أحد بسبب أراءه السياسية وأنتماء العشائري او القبلي من أجل خطط لتصحيح مسارات المؤسسات التركمانية ...واما الطوفان ونكونوا من الغارقين معنا لاننا في نفس السفينة.
اللهم اني بلغت فاشهد.
اللهم اني بلغت فاشهد.
|