DİĞER YAZARLARIMIZ
Dr.Muhtar BEYDİLİ Suriya Türkmənləri ilə Azərbaycan Arasındakı Tarixi və Mədəni Bağlantılar: Keçmişdən Gələcəyə Bir Dostluq Körpüsü
Dr.Muhtar BEYDİLİ GEÇMİŞTEN GÜNÜMÜZE ..CENUPTE TÜRKMEN OYMAKLAI (BEYĞDİLİ ,BARAK ,ELBEYLİ)
Dr.Muhtar BEYDILI الفرق بين الأتراك والتركمان
Dr.Muhtar BEYDILI قاموس المجازرالجماعية ضد الاتراك
Dr.Muhtar BEYDILI İraq türkmən şairi və yazıçısı Dr. Nüsrət Mərdanın vəfatı Türk dünyasının böyük itkisidir
Dr.Muhtar BEYDILI Sen Türk olduğunu unutsan da düşmanların asla unutmaz
Dr.Muhtar Fatih BEYDILI Batı Türkmen eli gerçekliği Suriye Türkmenleri
Dr.Muhtar F.BEYDILI حقائق عن الغازي مصطفى كمال أتاتورك حياته
Dr.Muhtar F.BEYDILI تداعيات تصاعد حدَّة التوتُّر بين إيران وج
سيد عبد الله جباروف يناير 20- صفحة دامية ومجيدة فى تاريخ آذربيجان
Turan Rzayev - Azerbaycanlı analist 28 May bütün Şərqin demokratiya günüdür!
جاسم محمد محرم اوغلو الهام علييف صانع النصر السياسي والعسكري و
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف الرئيس علييف في مؤتمر الدولي جنوب القوقاز
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف تاريخ أذربيجان الحديث يبدأ في شوشا مع المؤ
الدكتور مختار فاتح بي ديلي العلاقات التركية المصرية ودورهما المركزي
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف مأساة أغدابان 30 عاماً
المستشرق والباحث هاشم محمدوف اليوم - 31 مارس - هو يوم الإبادة الجماعية
الدكتور مختار فاتح بي ديلي واحد وثلاثين مارس،يوم الإبادة الجماعية
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف الإبادة الجماعية في 31 مارس تبقى صفحة الدموي
الدكتور مختار فاتح بي ديلي جناق قلعة...بدلت الخطط وغيّرت التاريخ فكانت &
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف تهنئة بايدن في نوروز: أهداف باكو الإستراتي
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف قرار البرلمان الأوروبي
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف المقبرة الجماعية المكتشفة في قرية إيديلي
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف إعلان تركيا ـ شوشا إعلان روسيا ـ موسكو: باكو تعزز م
الكاتب والمحلل السياسي طوران رضاييف من الممكن للدول العربية الاستثمار في مجال
المستشرق والباحث هاشم محمدوف الحنكة السياسية والخبرة العسكرية للرئيس علييف ج
المحلل السياسي الاذربيجاني طوران رضاييف مشاركة الدول العربية في إحياء مناطق ما بعد الصراŸ
الدكتور مختار فاتح بي ديلي أوراز ياغمور
الدكتور مختار فاتح بي ديلي الحقبة الجديدة لأذربيجان بعد النصر في قره باغ بقي&
الدكتور مختار فاتح بي ديلي حيدرعلييف صانع التاريخ المعاصرلأذربيجان
الدكتور مختار فاتح بي ديلي لكل انسان له وطن ,لكن ليس كل وطن لديه مصطفى كم
ايدين ناجييف حصيلة 44 يومًا من تاريخنا العسكري هي الحرب ال
المستشرق والباحث هاشم محمدوف الإعداد لإتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمي 
الدكتور مختار فاتح بي ديلي حقائق عن الغازي ..مصطفى كمال أتاتورك ..حياته ونضاله 
الدكتور مختار فاتح بي ديلي أذربيجان لؤلؤة القوقاز
الدكتور مختار فاتح بي ديلي ياقوتة حلب،عماد الدين نسيمي سُلخ جلده ح
Dr.Muhtar F.BEYDILI TÜRKMENLERİÑ GARAŞSYZLYK RUHY GALASY - GÖKDEPE GALASY
فؤاد حسين زاده جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الأرمني في كنجة
Dr.Muhtar F.BEYDILI تركمانستان تحيي الذكرى 30 لاستقلالها
Mirsamir Mammadov İran rejimi her zaman bölgede ve dünyada terör yaratmaya çalıştı
المستشرق والباحث هاشم محمدوف أذربيجان والواقع الجديد بعد حرب التحرير
Dr.Muhtar F.BEYDILI Garaşsyzlyk bagtymyzyň gözbaşy – Baky Bitaraplyk Buýsanjymyz, guwanjymyz, şöhratymyz, şanymyz
Dr.Muhtar F.BEYDILI رجال يأتي بهم التاريخ ورجال يصنعون التاريخ
المستشرق والباحث هاشم محمدوف فاتح قره باغ وقبضته الحديدية
Dr.Muhtar F.BEYDILI Туркмены (огузы) «Туркмены Мира»
الدكتور مختار فاتح بي ديلي كي لا تنسى انتصارها... تركيا القلعة الأخيرة
المستشرق والباحث هاشم محمدوف ممر زانغازور،إنجاز تاريخي لأذربيجان
سليمان اسماعيل بيلي مدينة اغدام الاذربيجانية بقى بدون سقف
هاشم محمدوف العلاقات الدبلوماسية و الإقتصادية بين اذربيجان 
Süleyman İsmayılbəyli مجزرة خوجالي
Dr.Muhtar BEYDİLİ
Suriyeli Türkmenler 01.05.2025 - سوريا وأذربيجان .. بين الماضي المتجذر والمستقبل ال

 

 

 

 

 

 

 

 

سوريا وأذربيجان .. بين الماضي المتجذر والمستقبل المحتمل

 


فعلى ضفاف التاريخ، تقف شخصية عماد الدين النسيمي رمزًا للتراث المشترك بين الشعبين، بينما على مسرح السياسة تبرز التوترات التي رافقت موقف النظام السوري من حرب ناغورنو قره باغ. هذه العلاقة التي تشوبها المتناقضات، تتجدد اليوم عبر تصريحات الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الذي دعا فيها دمشق لعدم تكرار خطايا الديكتاتور حافظ الاسد ومن ثم المجرم بشار الاسد

في أبريل 2025، أطلق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف تصريحًا لافتًا أثار اهتمام المراقبين الإقليميين، حيث عبّر عن أمل بلاده في أن تتبنى الحكومة السورية الجديدة موقفًا متوازنًا، لا يكون مواليًا للأرمن كما كان عليه الحال في عهد نظام الأسد. وأضاف: “نأمل ألا تمنح الحكومة السورية مجالاً لمثل هؤلاء المنافقين من جديد. نحن نؤيد حكومة سوريا”

تصريح علييف لم يكن معزولًا عن السياق، بل جاء في خضم مراجعة شاملة للسياسة الخارجية الأذربيجانية بعد الانتصار في حرب قره باغ الثانية، وفي ظل سعي باكو إلى تعزيز علاقاتها في العالمين العربي والإسلامي، خاصة مع دول المشرق التي تجاهلتها طويلاً أو تبنّت مواقف أقرب إلى العداء من الدعم خاصة في فترة احتلال الأرمني للأراضي الأذربيجانية في قره باغ

لكن قبل التطرق إلى أفق العلاقات المستقبلية، لا بد من مراجعة الخلفية التاريخية والإنسانية التي جمعت الشعبين، السوري والأذربيجاني، على مدى قرون، رغم اختلاف الجغرافيا والمسافات

الروابط الثقافية والروحية العميقة

رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وأذربيجان لم تكن دائمًا في أوجها، إلا أن الصلات  الثقافية والدينية والإنسانية بين الشعبين تعود إلى قرون سابقة. ويبرز في هذا السياق ضريح الشاعر والفيلسوف الصوفي "عماد الدين النسيمي"، أحد أبرز أعلام الفكر الصوفي في العالم التركي والإسلامي، والذي يقع في مدينة حلب شمال سوريا

وُلد عماد الدين النسيمي (1369م – 1417م) في مدينة شماخي الأذربيجانية ، وانتقل لاحقًا إلى حلب، حيث اعتُبر أحد أبرز شعراء الصوفية. وُصف بأنه "شهيد الفكر"، إذ قُتل بسبب آرائه الفلسفية الجريئة، ودُفن في مدينة حلب، التي احتضنت ضريحه كأحد أبرز المعالم الصوفية في المدينة

النسيمي، بحسب الباحثة آن ماري شيمل في كتابها الأبعاد الصوفية في الإسلام، شكّل حلقة فكرية بين العالمين التركي والعربي، وكان فكره يدعو إلى تجاوز القوميات عبر وحدة الوجود والإنسان، وهو ما جعل من ضريحه رمزًا حقيقيًا لعلاقة تتجاوز الحدود السياسية

ولطالما اعتبر الأذربيجانيون أن وجود ضريح أحد أعلامهم في سوريا دليل على عمق الانتماء الثقافي الممتد، وهو ما يجب أن يُستثمر اليوم في تعزيز العلاقات، لا تجاهلها

تاريخيًا، تعرّضت المناطق الشمالية من سوريا، خاصة حلب وريفها، ومنطقة الجولان قبل احتلالها، لتدفقات بشرية من التركمان، بعضهم من أصول أذربيجانية، قادمين من القوقاز في فترات الحروب الروسية – العثمانية في القرنين 18 و19

بحسب دراسة الباحث السوري محمد جمال باروت (التركمان في سوريا: دراسة ديموغرافية – مركز الدراسات الاستراتيجية، دمشق، 2007)، فإن هذه الجماعات استقرت في بيئات متجانسة، واحتفظت بلهجتها وتقاليدها، وشاركت في الحياة السياسية السورية.لم تكن هذه المجتمعات مجرد مهاجرين، بل مثلت حلقة تواصل ثقافي وتاريخي بين بلاد الشام وأذربيجان

هؤلاء الأتراك الأذربيجانيون كانوا عبر عقود بمثابة جسر ثقافي وبشري غير رسمي بين سوريا وأذربيجان، وهو دور مرشح لأن يتعاظم مستقبلًا، خاصة في حال تحسنت العلاقات بين البلدين

النظام السوري السابق وأذربيجان: دعم لأرمينيا في الخفاء

منذ تسعينيات القرن العشرين، ومع استقلال أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي، دخلت باكو في صراع مفتوح مع أرمينيا على إقليم ناغورنو قره باغ، وهي معركة قومية ودينية حادة، شاركت فيها دول عديدة بشكل غير مباشر

لكن المفاجئ – بالنسبة للأذربيجانيين– أن النظام السوري، بقيادة حافظ الأسد، ثم بشار الأسد لاحقًا، قد اتخذ موقفًا داعمًا لأرمينيا غير محدود ، لم يكن مجرد حياد، بل تعداه إلى دعم عسكري ولوجستي، بحسب تقارير متقاطعة في تسعينيات القرن الماضي

وقد أشارت مصادر مختلفة إلى وجود شحنات أسلحة أُرسلت من سوريا إلى أرمينيا، فضلًا عن وجود تنسيق أمني بين البلدين، عززته العلاقات السورية – الإيرانية، نظرًا إلى أن إيران كانت تميل بدورها لدعم يريفان على حساب باكو في تلك المرحلة

أذربيجان اعتبرت ذلك الموقف خيانة للتضامن الإسلامي، خاصة في ظل كونها دولة ذات غالبية مسلمة، تواجه احتلالًا لأراضيها، وبدلًا من الدعم أو الحياد، تلقت خناجر الطعن من نظام عربي كان من المفترض أن يكون صديقًا، أو على الأقل غير معادٍ

آفاق المستقبل: صفحة جديدة ممكنة؟

باكو، أعلنت استعدادها الكامل لدعم سوريا في سبيل أن تصبح قوة فاعلة على الساحة الدولية، مؤكدةً رغبتها في تعزيز العلاقات الثنائية مع دمشق. وجاء ذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، اليوم السبت، بالرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في العاصمة باكو.وأكد وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف، خلال مؤتمر صحفي، أن الدبلوماسية التركية والأذربيجانية مستعدة لتقديم الدعم الكامل للإدارة الجديدة في دمشق بهدف تمكين سوريا من أن تكون طرفًا فاعلًا في النظام الدولي.وأوضح أن أذربيجان تنظر إلى سوريا كدولة حليفة، ومستعدة لتقديم الدعم اللازم للشعب السوري في مختلف المجالات.نائب وزير الخارجية الأذربيجاني، يالتشين رفيعيف، أعلن مطلع كانون ثاني/يناير الحالي، عن قرار بلاده بإعادة افتتاح سفارتها في دمشق، بعد انقطاع دام 12 عاماً، مؤكداً تطلع أذربيجان إلى بناء مرحلة جديدة من العلاقات مع سوريا.وكان رفيعيف قد زار دمشق في 28 كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث التقى وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، وناقش معه سبل تعزيز التعاون بين البلدين

تصريح علييف الأخير قد يكون فاتحة لمسار جديد في العلاقات الثنائية، خاصة وأن باكو باتت اليوم تملك أوراق قوة سياسية واقتصادية بعد انتصارها في حرب قره باغ 2020

اليوم، وبعد المتغيرات العميقة التي طرأت على سوريا والمنطقة، ترى أذربيجان أن هناك فرصة حقيقية لإعادة بناء العلاقات مع دمشق، شرط أن تنأى الأخيرة بنفسها عن السياسات السابقة، خصوصًا تلك التي دعمت أرمينيا على حساب الحق الأذربيجاني

تؤمن باكو بأن التاريخ والثقافة والجغرافيا يمكن أن تُوظّف لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات، خاصة في ظل تنامي الدور التركي في سوريا، الذي يتقاطع استراتيجيًا مع مصالح أذربيجان وتنامي علاقاتها مع قطر وبعض الدول العربية.. كذلك فإن وجود التركمان في سوريا ذات أصول أذربيجانية يمكن أن يكون عاملًا مساعدًا لتطوير هذا التفاهم الإقليمي

ولعل دعم علييف الصريح لسوريا اليوم، رغم تحفظاته على الماضي، يُعد إشارة إيجابية إلى أن باب التواصل ما زال مفتوحًا، وأن أذربيجان لا تريد القطيعة، بل تحاول طي صفحة الماضي، إن وجدت إرادة مماثلة من الطرف الآخر

العلاقات السورية – الأذربيجانية تشبه جسورًا مهدها التاريخ، وثقّفها التصوف، ومرّضتها السياسة، لكنها قابلة للترميم. بين ضريح النسيمي في حلب إلى دموع الأذربيجانيين في قره باغ، ومن الحارات التركمانية في حلب والجولان إلى ساحات السياسة الدولية، تمتد علاقة سوريا وأذربيجان في مفارقة لافتة بين القرب الثقافي والبعد السياسي. اليوم، يبدو أن الفرصة متاحة لإعادة تعريف هذه العلاقة على أسس من التاريخ المشترك والمصلحة المستقبلية، إن توافرت الإرادة لدى الطرفين